|
المقاتلة التركية KAAN الحديثة من الجيل الخامس |
نشر بتاريخ 08/06/2024
تمكنت تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية من تحقيق تطور غير مسبوق على صعيد الصناعات الدفاعية وفي وقت وجيز، وبفضل الجهود الجبارة التي بذلتها الحكومة التركية للاعتماد على الاسلحة المنتجة محليا، تمكنت تركيا من تحقيق انتقالات نوعية في انتاج اسلحة دفاعية وهجومية غيرت توزنات اقليمية لصالح انقرة.
وتمكنت تركيا من انتاج مقاتلتها من الجيل الخامس لاول مرة في تاريخها بعد سنوات طويلة، لتكون من بين الدول القليلة في العالم التي تنتج هذا النوع من الطائرات، على غرار الولايات المتحدة الامريكية والصين وفرنسا والمملكة المتحدة.
التحليق الاول للمقاتلة التركية "KAAN " كانت بمثابة قنبلة مدوية في الصناعات الدفاعية التركية لسنة 2024، خصوصا بعد نجاح هذه المقاتلة من تحليقها الاول في هذه السنة متجاوزات كل التوقعات.
وبحسب وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، عقب التحليق الاول للمقالتة "KAAN" بنجاح، فان ما حققته تركيا بانتاجها لهذه المقاتلة، سطر حكاية نجاح لدولة تريد ان تحقق لنفسها الاكتفاء الذاتي في انتاج الاسلحة والتخلي تدريجيا عن التبعية الغربية التي دائما ما تريد ان تضع كل الدول الاسلامية تابعة لها.
وتحدث المدير العام لشركة الصناعات الدفاعية والفضائية "توساش" التي تنتج هذا النوع من الطائرات في تركيا "تمل كوتيل"، ان مشروع المقاتلة الوطنية التركية "KAAN" يعد المشروع الاكثر نجاحا في العالم، خصوصا وانه تم تحقيقه في وقت وجيز وغير مسبوق في اي دولة اخرى في العالم.
واضاف "تمل كوتيل" في خضم حديثه عن المقاتلة الوطنية التركية في تصريح صحفي خص به وسائل اعلام محلية، فان تركيا تركت ورائها بالفعل، عتبة حرجة للغاية نحو انتاج طائراتها الحربية من الجيل الخامس والتي احدثث سرعة انجازها ضجة كبيرة في العالم، وقادرة على تحقيق تنافسية عالية مع كل الطائرات الحربية المماثلة الموجودة في العالم حاليا.
وقت قياسي غير مسبوق
قبل عقد من اخراج تركيا من برنامج ومشروع المقاتلة الامريكية "F35 "، قررت تركيا الدخول في تعزيز اسقلاليتها في مجال الصناعات الدفاعية والطيران، والتوجه نحو الصناعة المحلية ودعمها بكل الوسائل لتحقيق طفرة كبيرة والخروج من التبعية الغربية التي تعاني منها مند سنوات، وعليه شرعت شركة الفضاء والطيران التركية "توساش"،في العمل على التصاميم النظرية الاولى والتي بداتها من عام 2011 واستمرت الى غاية 2013.
وفي عام 2018 تم اطلاق البرنامج رسميا، وتم التخطيط ان يكون التحليق الاول للرحلة التجريبية لهذه المقاتلة عام 2026، سعيا لادخالها بشكل رسمي الى الخدمة في صفوف القوات الجوية التركية في سنة 2032، لكن الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب اردوغان، خلقت حماس كبير في فريق المهندسين واعطاتهم الدعم الكامل لتسريع انتاج هذه المقاتلة، استجابة لحاجة البلاد الملحة لهذه الطائرة، وهو ما تم بالفعل، حيث تمكن المهندسون والفريق العامل على انتاج المقاتلة الوطنية التركية من تنفيد الاختبارات الارضية عليها في مارس/اذار سنة 2023، في حين حلقت المقاتلة بشكل رسمي وناجح في 21 فبراير/شباط 2024 .
بعد انتاج المقاتلة الاولى، تسعى تركيا لانتاج سبع طائرات اخرى مماتلة كمرحة اولى، بالاضافة الى الطائرة الاولى المخصصة للاختبار والتجريب، في حين يتم التخطيط لتزويد الجيش التركي بحوالي 20 طائرة في عام 2028، وذلك بانتاج نحو طائرتين كل شهر ووضعها بديلا عن المقاتلات الامرية F16 المتواجدة بكثرة في الاسطول الجوي للجيش التركي، لتاتي بعد ذلك مرحلة انتاج المحركات محليا لهذه المقاتلات.
وصفة سحرة ناجحة
حسب المدير العام لشركة "توساش" المشرفة على انتاج هذه المقاتلة، فان العمل على المشاريع الكبيرة مثل هذه، فان الشك والتساؤل هو العدو الاكبر للنجاح، ولا يمكن باي حال من الاحول طرح مثل هذه التساؤلات في المشاريع الكبيرة مثل مشروعنا هذا، نحن دائما نقول وهذا هو سر نجاحنا، نقول دائما نعم بالتاكيد نستطيع ان نفعل ذلك اذا اردنا، ماشاء الله، لقد فعلنا ذلك.
وتابع "كوتيل"، لقد بدل فريقنا المكون من 17 الف موظف في شركة توساش جهودا كبيرة للغاية، وانا واحد من الاشخاص الموجودين في هذا العمل مند سنوات، وكل النجاحات الهائلة تاتي اولا من القلب لا من العقل، وناجحنا هذا ايضا جاء من القلب.
واضاف كوتيل ، ان فريقنا الشاب في الشركة تمكن من اخد تكنولوجيا حديثة ومتطورة جعل تركيا يتجاوز فرنسا والمانيا وانكلترا،
وهذا ما اعطنا الثقة واعطانا ايضا ميزة كبيرة عن كثير من الدول في العالم، خصوصا تلك التي لها باع طويل في مثل هذ الصناعات.
يذكر ان شركة توساش، خصصت 5000 موظف من بين 17 الفا بالاختصاصات كافة، بما فيهم 500 مهندس للبرمجيات، وذكر كوتيل بهذا الخصوص ايضا، ان نظام الطائرة المحوسب يتكون من نحو 20 مليون سطر برمجي ويشمل المئات من البرمجيات التي تعمل معا، ما يجعل هذه المقاتلة كحاسوب طائر في السماء بفضل العدد الهائل من الانظمة البرمجية التي تتوفر فيها.
مقاتلة خارقة وميزات عديدة
بالنسبة لطول الطائرة وابعادها، فان جناحي "قان" وهو اسمها الرسمي، فيبلغ حوالي 14 مترا، في حين ارتفاعها يبلغ حوالي 6 امتار، وطولها 21 مترا.
وتشمل الطائرة على قمرة القيادة لشخص واحد، وتعمل بمحرك واحد على غرار المقاتلة الامركية F35، الطائرة لها مميزات عالية في المناورات الجوية ورؤية رادار منخفضة، بالاضافة الى قدرتها الكبيرة على حمل اوزان ثقيلة من الاسلحة داخل الهيكل، حيث انها لا تظهر اسلحتها كما في بعض الطائرات الامريكية والروسية والفرنسية، وتتميز ايضا بقدرات هائلة في الحرب الاليكترونية.
التكنولوجيا التي تمتلكها المقاتلة الوطنية التركية "قان"، تحدث عنها مدير شركة توساش تميل كوتيل، وقال بانهم اختارو تكنولوجيا اعلى بكثير من التكنولوجيا الموجودة في المقاتلة الامريكة F35 و F22 ، وبالتالي فهذا المشروع التركي الناجح يعد الانجح في العالم بحسب تميل كوتيل اذا ما اعتبرنا المدة الوجيزة التي تم فيها تحقيقه.
وتعد الطائرة المقاتلة التركية "قان"، افضل بكثير من حيث التكنوليوجيا ومتقدمة على طائرات يوروفايتر تايفون الاوروبية ومتقدمة ايضا على F16 الامريكية ورفائيل، كل هذه الطائرات بحسب كوتيل دائما، تبقى اقل تكنولوجيا من الطائرة التركية "قان" التي يتم العمل على تطويريها وتحويلها الى مقاتلة من الجيل السادس مستقبلا.
يذكر ان المقاتلة التركية الان تحلق بمحرك اوكراني من طراز F11؛ ولكن يجري العمل حاليا في تركيا وبخطى متسارعة كي تطير هذه المقاتلة بمحرك محلي مع حلول عام 2028.
وتواصل تركيا الجهود للتخلص من التبعية الغربية التي انغمست فيها مند سنوات، وكل الجهود المبدولة الان خصوصا على مستوى الصناعات الدفاعيىة ناجحة واعطت تمارها، والعالم كله الان يراقب التطور الهائل في الصناعات الدفاعية التركية التي استطاعت بفضل الجهود الجبارة المبدولة، تحقيق هذ الانجاز في وقت وجيز، وهو الامر الذي اثار حفيظة الكثير من الدول الغربية التي حاوت وقف هذا التقدم بانواع مختلفة من العقوبات.