أخر الاخبار

عبد الباري عطوان :أخطاء النظام السوري الجديد... أردوغان مهندس الانقلاب و إمكانية تشكيل جبه مقاومة من مختلف الاقليات...!!!

 

عبد الباري عطوان :أخطاء النظام السوري الجديد... أردوغان مهندس الانقلاب و إمكانية تشكيل جبه مقاومة من مختلف الاقليات...!!!
تحليل عبد الباري عطوان لنظام سوريا الجديد

بالعربي في 28/12/2024

ارتكب النظام السوري الجديد عدة أخطاء أدت إلى تراجع حماس الكثيرين داخل سوريا وخارجها في دعمه والاحتفاء به، دون أن يعني ذلك تأييدًا للنظام السابق. من بين الأخطاء ما يلي :

 الاول :أعلن النظام السوري الجديد رسميًا عن عدم تحويل سوريا إلى قاعدة لمهاجمة إسرائيل، بحجة أنها منهكة، مع التلميح إلى احتمال توقيع اتفاق سلام أو هدنة رسمية معها. هذا التصريح فسره كثيرون على أنه تراجع عن دعم القضية الفلسطينية وتغيير في العقيدة السورية المتجذرة في هذا الصدد لأكثر من 76 عامًا.

في هذا السياق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مخاوف في صفوف النظام السوري من تصعيد قد يفتح جبهة جديدة في الجولان، خاصة في ظل التوترات الحالية. كما أبدى النظام السوري استياءه من الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الاعتداءات.

الثاني : أثار النظام السوري الجديد قلقًا واسعًا بسبب ظهور جماعات متطرفة داخله، أبدت عداءً للأقليات الطائفية والدينية، وقامت بأعمال استفزازية وتصفيات خارج إطار القانون، مما يهدد حقوق الإنسان والكرامة الشخصية.

في هذا السياق، أشار تقرير لموقع "البوابة" إلى أن هذه الجماعات المتطرفة قد تسببت في تدهور الوضع الأمني في بعض المناطق، مما أدى إلى نزوح العديد من المدنيين.

من جهة أخرى، أفادت تقارير أخرى بأن هذه الجماعات قد استهدفت مؤسسات الدولة والمرافق العامة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية في بعض المناطق.

هذه التطورات تثير مخاوف من تدهور الوضع الأمني والإنساني في سوريا، وتستدعي تدخل المجتمع الدولي لضمان حماية حقوق الأقليات والحفاظ على السلم الأهلي.

الثالث :أثار النظام السوري الجديد قلقًا واسعًا بسبب محاولته نقل سوريا من محور المقاومة إلى محور التطبيع مع المشروع الصهيوني الأمريكي، مما يهدد استقرار المنطقة ويعزز من طموحات "إسرائيل الكبرى".

تسعى بعض الأطراف الإسرائيلية إلى توسيع حدود "إسرائيل الكبرى" لتشمل أراضٍ من دول عربية مجاورة، وفقًا لما ورد في تقرير لموقع "عربي بوست".

هذه التحركات تثير مخاوف من إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقًا للرؤية الصهيونية، مما يستدعي يقظة وتعاونًا عربيًا لمواجهة هذه التحديات.

في هذا السياق، أشار تقرير لموقع "عربي بوست" إلى أن بعض الأطراف الإسرائيلية تسعى إلى توسيع حدود "إسرائيل الكبرى" لتشمل أراضٍ من دول عربية مجاورة، مما يعكس طموحات توسعية تهدد استقرار المنطقة.

الرابع :أدت العمليات العسكرية "الثأرية" في محافظة طرطوس، التي تُعدّ من أبرز معاقل الأقلية العلوية، إلى استخدام مفرط للقوة، مما أثار قلقًا واسعًا. على الرغم من تعهدات النظام الجديد بتحقيق العدالة والمساواة وتكريس سوريا كوطن للجميع، إلا أن هذه التجاوزات، التي ارتكبها أفراد من النظام، قد تساهم في تعزيز صورة النظام السابق كحامٍ للأقليات الدينية والعرقية.

مع أن عمر النظام السوري الجديد لا يتجاوز بضعة أسابيع، فإن ارتكاب مثل هذه الأخطاء بسرعة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل اندلاع احتجاجات عنيفة. قد تتوحد الأقليات في جبهة مقاومة، مدعومة بوجود سلاح في سوريا، مما يهدد استقرار النظام الجديد.

 الخامس :  أدى استبعاد معظم جماعات المعارضة السورية، سواء العسكرية أو المدنية، من النظام الجديد ومؤسساته حتى الآن، وتوزيع المناصب على المقربين فقط، إلى إثارة تساؤلات حول التوجهات السياسية للنظام الجديد. هذا التوجه قد يعكس رغبة في تشكيل حكومة تضم أفرادًا موالين فقط، مما يثير القلق بشأن إمكانية تحقيق تمثيل شامل لجميع فئات الشعب السوري في المرحلة الانتقالية.

أدلى محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، بتصريحٍ اليوم على درجةٍ كبيرةٍ من الخطورة، قد يعكس استراتيجية تدخل عسكرية إيرانية في الساحة السورية تهدف إلى إصلاح الأخطاء السياسية التي ارتكبها محور المقاومة.

في تدوينةٍ له على منصة "إكس"، قال رضائي: "إنّ الشباب والشعب السوري المقاوم لن يبقوا صامتين أمام الاحتلال الأجنبي والعدوان والشمولية الداخلية لجماعةٍ ما". وأضاف: "في أقل من عام، سيُعيدون إحياء المقاومة في سورية بشكلٍ مختلف، وسيبطلون المخطط الشرير والمخادع لأمريكا والكيان الصهيوني ودول المنطقة".

هذا التصريح يأتي في وقتٍ حساس، حيث تشهد سوريا تحولات سياسية وعسكرية كبيرة، ويُعتبر بمثابة دعوة لإعادة تفعيل المقاومة ضد القوى الأجنبية والتدخلات الإقليمية.

من الجدير بالذكر أن محسن رضائي كان قد صرح في وقتٍ سابق بأن مصير سوريا يجب أن يقرره شعبها، محذرًا من تدخلات القوى الأجنبية التي قد تؤدي إلى تكرار سيناريوهات مشابهة لتلك التي حدثت في ليبيا وأفغانستان والعراق.

هذه التصريحات تعكس التزام إيران بدعم الشعب السوري في مواجهة التحديات الحالية، وتؤكد على أهمية السيادة الوطنية في تقرير مصير البلاد.

يُعَدّ تصريح محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، بشأن دعم الشباب السوري المقاوم في مواجهة الاحتلال الأجنبي والعدوان، بمثابة تأكيد على التزام إيران المستمر بدعم محور المقاومة في المنطقة.

في هذا السياق، يُذكَر أن السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، قد صرّح في خطبه الأخيرة بأن الشباب السوري الشريف سيتحرك ويُغيّر كل المعادلات في سوريا والمنطقة.

هذه التصريحات تعكس استراتيجية إيران في دعم المقاومة السورية، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن خطط لتوسيع العدوان الإسرائيلي ضد إيران، بما في ذلك استهداف قدراتها النووية والصاروخية، واجتثاث ما تبقى من أذرع محور المقاومة، خاصة في اليمن.

يُظهر هذا التوجه الإيراني التزامًا قويًا بدعم المقاومة السورية في مواجهة التحديات الحالية، ويُعَدّ بمثابة رد على التهديدات الإسرائيلية المتزايدة في المنطقة.

لسنا متأكدين من مدى جدية التوجه الإيراني الجديد، الذي قد يكون نتيجة لمراجعة للأخطاء التي ارتكبها "النظام المعتدل" بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، ومن خلفه جواد ظريف. من أبرز هذه الأخطاء في رأينا هو الدفع نحو اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وترك النظام السوري القديم يواجه عملية إسقاطه دون أي تدخل، بل تحميله المسؤولية. وقبل كل ذلك، عدم اتخاذ خطوات عملية لكسر الحصار القاتل المفروض على سوريا بموجب "قانون قيصر"، الذي أنهك الشعب السوري وقواته المسلحة. ومن بين هذه الأخطاء أيضاً التقارب مع أمريكا والتعبير عن رغبة في الحوار المباشر معها، والعودة إلى الاتفاق النووي.

أكبر خطر يهدد تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان قد يتمثل في تشكيل تحالف مسيحي علوي ضد النظام الجديد في سوريا، بل وضد الدولة التركية نفسها. فهناك حوالي ثلاثة ملايين علوي في سوريا وأربعة ملايين آخرين في تركيا، ومن غير المستبعد أن ينضم إلى هذا التحالف عدد كبير من المتمردين الأكراد في البلدين. إذا تأسس هذا التحالف على خلفية بعض الأخطاء التي ارتكبها النظام السوري الجديد وداعموه من أمريكا وتركيا وبعض الدول العربية الخليجية والأردن، فإنه قد يؤدي إلى تدمير جميع جهود التغيير الحالية في المنطقة، مما يسبب زعزعة الاستقرار المتبقي فيها.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-